Thursday, August 26, 2010

على ما يبدو–جوليا بطرس

                               

                     

على ما يبدو دمو خفيف
على ما يبدو شكلو ظريف
وجوَ لطيف وحكيو طريف
ومنو سخيف على ما يبدو

 

على ما يبدو طبعو كريم
وفكرو سليم وصوتو رهيب
ولون عيونو مايخونو
واكتر ما عاد فينا نضيف

 

على ما يبدو هاوي غرام
وخايف يجرح قلبي حرام
انا ما وعدتو او بعدتو
ولا قلتلو الأمل بعيد

Wednesday, August 25, 2010

الوردة


   1165429627
لم يستطع مقاومة انقباض ما داهمه بمجرّد دخوله إلى مكتبه في الصباح. نظر حوله، تأفّف، ثمّ وقف أمام النافذة، تأمّل الازدحام وقوافل السيّارات، فزاد إحساسه بالانقباض، ودار بعينيه المتعبتين يتأمّل الشارع والأبنية المقابلة إلى أن وقع نظره على فناء دائرته، فلفتت انتباهه وردة حمراء... وبدا له أنّه يتخيّل، من أين جاءت؟ لم يلحظ ورداً في هذا الفناء من قبل، أو ربّما أنّ الورود هناك دائماً لكنّه لم يعد يملك القدرة على التأمّل، وأحسّ أنّه كبر... كبر كثيراً! ودون أن يفكّر، تناول ملفّاً كبيراً من خزانة قريبة، وقال لزملائه شيئاً بسرعة ففهموا منه أنّه مضطّر للمغادرة لبعض الوقت لأمر عاجل يتعلّق بالعمل، ثمّ نزل الأدراج بخفّة ليجد نفسه في الفناء أمامها... أمام الوردة، تطلّع حوله لوهلة، ثمّ وفي لحظة ما، وبسرعة خاطفة قطفها، وأخفاها داخل الملف، وهرع إلى الشارع ليلقي نفسه في زحام الصباح من جديد.
وصل إلى مكان عملها... امرأة لم يبادرها بأيّ شكل من الجنون منذ أن أحبّها... وتوجّه إلى مكتبها بخطوات واثقة وهيئة جادّة متسلّحاً بالملف الضخم الذي يوحي أنّه جاء لإتمام عمل مهم للغاية! وفوجئت به يدخل إليها، فذهلت ونظرت إلى زميلاتها بجزع وهي ترحّب به بكلمات مجاملة رسميّة. فوجد نفسه يقول أشياء عن العمل دون أن يفهم ماذا يقول، فيما كانت تتظاهر هي بالاستماع وهي تشعر بقلبها يتراقص كعصفور داخل صدرها. إلى أن همس لها بسرعة: جئتك بوردة، إنّها داخل الملف.
وشهقت، ولجمتها المفاجأة، ثمّ قالت بصوت خافت مضطرب: ضعها عندك تحت الأوراق على يسار المكتب...
وبحركة بوليسيّة انتقلت الوردة إلى حيث أُريد لها، ومكث هو قليلاً، ثمّ تأبّط الملف الكبير، ورسم الملامح الجادّة نفسها على وجهه وخرج!
ومضى النهار والوردة هناك تحت كومة الأوراق دون أن تجرُؤ هي على إخراجها، وهكذا إلى أن حان وقت الإنصراف، فتناولتها بسرعة وأخفتها داخل حقيبتها وخرجت.
كان يوماً حاراً، والأزمة كانت على أشدها، فوصلت إلى بيتها مرهقة لتلقي نفسها على أقرب مقعد. ولم تمض ثوان حتّى قفزت من مكانها فجأة، وهرعت نحو الحقيبة، فأخرجت الوردة بحرص شديد ووضعتها في كوب ماء ونقلتها إلى غرفتها.
مضى وقت ما، فأحسّت الوردة بانتعاش، وتطلّعت حولها فشعرت بألفة مع المكان، التقطت أنفاسها أخيراً، وبدأت تستعيد رحلتها منذ الصباح... فبدا كأنّها ضحكت قليلاً عليه وعليها معاً!
د. لانا مامكغ

خفقات


            6_34

في نظرة هذه المرأة شيء آخر قال لنفسه وهو يرمقها من بعيد، ثم مضى إلى شؤونه. ولما التقاها مرة أخرى قال: لصوتها إيقاع مريح، ولها أسلوب فريد في التعبير عما تريد... قال ذلك، ومضى لمتابعته انشغالاته وهو يقاوم اضطراباً ما في روحه!
ودون أن يشعر، بدأ اسمها يستوقفه، وقاوم فضولاً استبد به بقوة لمعرفة كل ما يتعلق بها، وهكذا إلى أن فرضت عليه ظروف عمله الاتصال بها في شأن رسمي بحت، فوجىء... احتار... ارتبك... وقضى ليلته مؤرقاً، ما الذي يحدث له؟ أرهقه السؤال، لماذا هي؟ لماذا هي تحديداً بعد كل تجاربه النسائية، لماذا تثير فيه كل هذا الارتباك؟ تقلّب في فراشه عدة مرات، نهض، أشعل سيجارة، تلهّى بقراءة كتاب، أشعل سيجارة أخرى، وأطفأها قبل انتهائها وهو يقول: تبّاً، ما الذي يحدث؟ هو لقاء عمل لا أكثر ولا أقل، ليس أنا من يتردد أمام امرأة مهما كانت، اللعنة، تماسك يا رجل، لن تفضحك عيناك، ولن يتهدّج صوتك، إنه الليل، يضخم المخاوف... والمشاعر... لن يحدث شيء، سأقول ما أريد وأمضي بكل قوة وجرأة ولا مبالاة، هكذا أنا. وهكذا عهدت نفسي... لم أعرف الضعف يوماً... ولن أعرفه!
وطلع الصباح أخيراً، فنهض متثاقلاً، ومضى لحلاقة ذقنه، وأثار غيظه أنه قضى في حلاقتها وقتاً أكثر من المعتاد، وأثار غيظه أكثر أنه وقف أمام خزانة ثيابه طويلاً وهو حائر فيما يرتدي... هل يختار قميصاً صيفياً بسيطاً... أم يرتدي بذلته الأنيقة الوحيدة... وأحس بميل للخيار الثاني، لكنه سرعان ما عدل حين تذكّر حرارة الجو... وشكل وجهه أمامها وهو محتقن بالارتباك والحرّ معاً!
وخرج أخيراً وهو يتحسّس شعره، كان من الأفضل لو حلقت البارحة، قال لنفسه، ثم تمتم: لا، هكذا أحسن، الرؤوس المحلوقة حديثاً تبدو مضحكة أحياناً... يجب أن أبدو طبيعياً، يجب أن أنجز المهمة بسرعة وألقي كل هذا الهراء وراء ظهري تماماً!.
ومضى ساهماً سارحاً حتى وصل، وفي اللحظة التي أزف فيها الموعد، وجد نفسه يكلّف أحد زملائه بالقيام بالمهمة متذرعاً بالصداع وبارتفاع حرارته... قد تكون الانفلونزا... إنه هذا التقلّب الفظيع في الجو، قال هذا بصوت حاول أن يشحنه بكل ما أوتي من ثقة... ثم ارتمى على مقعده وهو يشعر براحة عجيبة!
تنهّد بعمق وهو يدرك أخيراً أنه أمام حالة هو أضعف من أن يواجهها...
أمّا ما لم يعرفه فهو أنّ الزميل قضى المهمة وأنهاها مع زميلة أخرى لها، لأنها قدّمت اعتذاراً في اللحظة الأخيرة عن أداء المهمة بسبب الصداع وأعراض مفاجئة للانفلونزا

د.لانا مامكغ

Monday, August 23, 2010

مقتطفات من رواية ذاكرة الجسد–احلام مستغانمي

أتدرين..
إذا صادف الإنسان شيء جميل مفرط في الجمال.. رغب في البكاء ومصادفتك أجمل ما حلّ بي منذ عمر.
كيف أشرح لك كلّ هذا مرّة واحدة.. ونحن وقوف تتقاسمنا الأعين والأسماع؟
كيف أشرح لك أنني كنت مشتاقاً إليك دون أن أدري.. أنني كنت انتظرك دون أن أصدق ذلك؟
وأنه لا بد أن نلتقي.
أجمع حصيلة ذلك اللقاء الأول..
ربع ساعة من الحديث أو أكثر. تحدثت فيها أنا أكثر مما تحدثت أنت. حماقة ندمت عليها فيما بعد. كنت في الواقع أحاول أن
أستبقيك بالكلمات. نسيت ان امنحك فرصة اكثر للحديث

3soOolh11

*******************************************

يا بركاناً جرف من حولي كل شيء ..
ألم يكن جنوناً أن أزايد على جنون السواح والعشاق ، وكل من أحبواك قبلي ..
فأنقل بيتي عند سفحك وأضع ذاكرتي عند أقدام براكينك ،
وأجلس بعدها وسط الحرائق . . لآرسمك ..
لم يكن جنوناً .. أن أرفض الاستعانة بنشرات الأرصاد الجوية ،
والكوارث الطبيعية ، وأقنع نفسي أنني أعرف عنك أكثر مما يعرفون
نسيت وقتها أن المنطق ينتهي حيث يبدأ الحب
وأن ما أعرفه عنك لا علاقة له بالمنطق و لا بالمعرفة

85

*******************************************

نقلت نظرتي من السماء إلى عينيك.
كنت أراهما لأول مرة في الضوء. شعرت أنني أتعرف عليهما.
ارتبكت أمامهما كأول مرة. كانتا أفتح من العادة، وربما أجمل من العادة.

*******************************************

ذات يوم.. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدني بهما!
هل تغيرت عيناك أيضاً.. أم أن نظرتي هي التي تغيرت؟ أواصل البحث في وجهك عن بصمات جنوني السابق. أكاد لا أعرف
شفاهك ولا ابتسامتك وحمرتك الجديدة

jpg

*******************************************

كلّ الذي كنت أدريه، أنك كنت لي، وأنني كنت أريد أن أصرخ لحظتها كما في إحدى صرخات “غوته” على لسان فاوست “قف أيها الزمن.. ما أجمللك 

ولكن الزمن لم يتوقف. كان يتربص بي كالعادة. يتآمر عليّ كالعادة

*******************************************

هناك شيء اسمه "سلطةالاسم".
وهناك أسماء عندما تذكرها، تكاد تصلح من جلستك، وتطفئ سيجارتك. تكاد
تتحدث عنها وكأنك تتحدث إليها بنفس تلك الهيبة وذلك الانبهار الأول.

*******************************************

معجزة صغيرة للأمل.. كانت أنتِ
فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث

tawki31cx21

*******************************************

ستعودين أخيراً.. كنت أنتظر الخريف كما لم أنتظره من قبل. كانت الثياب الشتوية المعروضة في الواجهات تعلن عودتك. اللوازم المدرسية التي تملأ رفوف المحلات، تعلن عودتك.

والريح، والسماء البرتقالية.. والتقلبات الجوية.. كلها كانت تحمل حقائبك

ستعودين

99d85f5ccdf5876b20fb4ef8931739d8

 

*******************************************

 

ما زلت أتساءل بعد كل هذه السنوات, أين أضع حبك اليوم ؟
أفي خانة الأشياء العادية التي قد تحدث لنا يوما كأية وعكه صحية أو زلة قدم.. أو نوبة جنون؟
أم .. أضعه حيث بدأ يوماً؟
كشيء خارق للعادة, كهدية من كوكب, لم يتوقع وجوده الفلكيون. أو زلزال لم تتنبأ به أية أجهزة للهزات الأرضية .
أكنتِ زلة قدم .. أم زلة قدر ؟.
من أين أبدأ قصتي معك؟
ولقصتك معي عدّة بدايات، تبدأ مع النهايات غير المتوقعة ومع مقالب القدر.
وبرغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحببتك، ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه، شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إليّ مسبقاً، وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداًَ منذ الأزل لأحبّ امرأة تشبهك تماماً.

 

*******************************************

 

إنّه قانون الحماقات، أليس كذلك؟ أن أشتري مصادفة مجلة لم أتعوّد شراءها، فقط لأقلب حياتي رأساً على عقبّ
وأين العجب؟
ألم تكوني امرأة من ورق. تحب وتكره على ورق. وتهجر وتعود على ورق. وتقتل وتحيي بجرّة قلم.
كيف عدت.. بعدما كاد الجرح أن يلتئم. وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئاً فشيئاً وأنت تجمعين حقائب الحبّ، وتمضين فجأة لتسكني قلباً آخر.

أتوقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك

elveda

جبران خليل جبران

التذكار شكل من أشكال اللقاء

النسيان شكل من أشكال الحرية

ما أغربني عندما أشكو ألماً فيه لذتي !!

يجب أن تعرف الحقيقة أبداً , وتقولها بعض المرات

ما أشبه الراغب في فهم المرأة أو تحليل العبقرية أو حل سر الصمت
بذلك الرجل الذي يفيق من حلم جميل ليأكل طعام الصباح

الرجل الذي لا يغتفر للمرأة هفواتها الصغيرة لن يتمتع بفضائلها الكبيرة

قولك إنك لا تفهمني مديح لا أستحقه, و إهانة لا تستحقها أنت

عندما وقفت أمامك مرآة نقية, تأملت ملياً فرأيت صورتك
ثم قلت لي : إني أحبك
ولكنك في الحقيقة أحببت ذاتك في

كل فكر حبسته عن الظهور بالكلام , يجب أن أطلقه بالأعمال

     39961_421260754218_595379218_4810168_5157317_n