Friday, March 26, 2010

جبران و الصداقة


ان صديقك هو كفاية حاجتك
هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر
هو مائدتك وموقدك
لأنك تأتي اليه جائع وتسعى وراءه مستدفئا
فاذا اوضح لك صديقك فكرة
لا تخشى ان تصرح مما في فكرك من النفي أو أن تحتفظ بما في ذهنك من الايجاب، لان الجبل يبدو لمن ينظر اليه من السهل اكثر وضوحا مما يظهر لمن يتسلقه.
اذا صمت صديقك ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الاصغاء الى صوت قلبه
لان الصداقة لا تحتاج الى الالفاظ والعبارات في انماء جميع الافكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الاصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات.
وان فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه
لان ما تتعشقه فيه اكثر من كل شئ سواه قد يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره.
ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير ان تزيدوا في عمق نفوسكم.
لأن المحبة التي لا رجاء لها سوى كشف الغطاء عن اسرارها ليست محبة بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولاتمسك الا غير النافع.
وليكن افضل ماعندك صديقك فان كان يجدر به ان يعرف جزر حياتك، فالاجدر بك ايضا أن تظهر له مدها.
لأنه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى اليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟
فاسع بالاحرى الى الصديق الذي يحيي أيامك ولياليك.
لان له وحده قد أعطي ان يكمل حاجاتك لا لفراغك ويبوستك.
وليكن ملاك الافراح واللذات المتبادلة مرفرفا فوق حلاوة الصداقة.
لان القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات فينتعش و يستعيد قوته.

No comments:

Post a Comment